تتحكم الأشجار في المناخ الذي نعيش فيه بجعل الجو معتدلاً وزيادة جودة الهواء والحفاظ على الماء وإيواء الحياة البرية. إن تحسين المناخ يأتي من خلال التحكم في تأثيرات الشمس والرياح والأمطار، فالطاقة المشعة من الشمس يتم امتصاصها في أوراق الأشجار المتساقطة الأوراق في الصيف وتعيد إخراجها في الشتاء عبر الأفرع عندما تسقط أوراقها. فيا سبحان الله، نشعر بالبرودة عندما نجلس تحت الأشجار لنحتجب عن أشعة الشمس، وفي الشتاء نستفيد من إعادة إخراج هذه الطاقة المشعة لنشعر بالدفء!. لذلك ينصح بزراعة الأشجار الصغيرة أو المتساقطة الأوراق في الجزء الجنوبي من منزلك للاستفادة من هذه الخاصية المدهشة.
إن سرعة وإتجاه الرياح يمكن أن تتحكم فيها الاشجار، فكلما كان النمو الخضري كثيفاً على الشجرة كلما كانت مصدات جيدة للرياح، كذلك يمكن للاشجار تحييد أو استيعاب وابل المطر الغزير أوالأمطار المتجمدة والباردة وبالتالي توفر بعض الحماية للناس والحيوانات المنزلية والمباني. الأشجار تعترض المياه الغامرة وتخزن جزءاً منها مما يقلل من إمكانية حدوث موجات الجريان السطحي والسيول.
الرطوبة والتجمد توجد كذلك بنسب أقل تحت الأشجار بسبب أن الطاقة المشعة تخرج بنسب أقل في الليل من تلك الأماكن. وأيضاً، فإن درجة الحرارة تكون أخف حول الأشجار من الأماكن التي تبعد عنها، وكلما كبرت الشجرة كلما خفت درجة الحرارة. فباستخدام الأشجار في المدن، نكون قادرين على التحكم في درجات الحرارة المرتفعة التي يسببها الأسفلت والمباني في الأماكن السكنية والعمومية.
جودة الهواء يمكن تحسينها من خلال استخدام الأشجار، فأوراق الشجرة تصفي الهواء الذي نستنشقه من خلال إزالة الغبار والأتربة والأوساخ وغيرها من الجسيمات. وعندما يأتي المطر يقوم بإزالة تلك الملوثات إلى الأرض. وتقوم الأوراق كذلك بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من الهواء لتشكيل الكربوهيدرات التي تستخدم في نظام وبنية الشجرة، وفي هذه العملية تقوم الأوراق أيضاً بامتصاص الملوثات الهوائية الأخرى كالأوزون ومونوكسيدات الكربون والسلفور وتعطي مقابلها الأكسجين.
إن زراعة الأشجار أو الشجيرات الصغيرة، تجعلنا نعود أكثر إلى الطبيعة ونقلل من البيئة الاصطناعية، فدورة الحياة الطبيعية للشجرة من إعادة تدوير وتجزيء ستذهب إلى سطح الأرض وباطنها مما يعيد التوازن الطبيعي والبيئي للتجمعات الحضرية.
الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015
الفوائد البيئية لزراعة الاشجار (كاملة)
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق